السنونواتُ التي هنا تعيد لي سحر قرطبة
حيث يستطيع كلانا أن يجلس ويتشوّق
للمكان
والمكان هو هنا:
أوردةُ خضرةِ الجفتلك تفتن البساتينَ
في سكون يهبّ في ريح أكزوزية حارة
العينُ التي غاصت بمائها روحي أكثر من مرة
والغزالة النافرة
أنت في بزّتي مع الخوذة
ومع ضمادتي ومعداتي، لا بـاعتبارك عدوًا
وإنما مقاوم أنا مع سطورك ومعك
ومرات كثيرة جدًا لا أقدر عليها.
معك لأكون مهزومًا في حروب الحب
خرجت لأتحسس رؤيا أزهار اللوز
وهو أشد بياضًا من الياسمين للفتاة، ومن حليب الفتى
"من فضلكم ! أعطوني حبَّكم!"
لو بالمجان نبدّل الحقد، ونجعله تحيات الفجر الخيِّــر!
- أنا ألقي بتحياتي على كل فلسطين:
"صباح الخير! صباح النور!
صباح الورد! صباح العسل!
صباح الياسمين!"
ومع رفاقي الجنود حيث لغة الحاجز أقتحم منها إلى لسان الضاد المدوّرة.
أنت تكتب: السعادة ممكنة
مثل هزة أرض
ترجف أغواري في محاولة أن أتحسس
نجمتك والغيمة
مثلَ الصدى تتصاعد بي أخوات: التنهدات والحسرة واللذة
وتُعليني يسيرًا في سُـلّـمي
القدس بعيدة، بعيدة السماء
لكن الناس والبسمات الحيـيّــة قريبة جدًا
مثل لمسة أو ذبح الرقبة بالسكين.
المنفى داخلي وخارجي، وتوءم الميت- الحي الذي هو نحن
لكن جبل سرطبة والأردن في متناول اليد
وليست هذه طروادة التي طالما أحسنت وأنت تروي عن ضحيتها
لأن آباء آبائي في هذا الأسبوع من آب
عبرَ الأردن شاهدوا حرائقَ كثيرة
فرجاء ألا تنثر حبات الرمان لتجذب مهجتي
لأن المفتاح كذلك معلّق على رقبتي.
1- أبقيت الكلمة (أكزوز) لإيضاح المعنى، مع أن ترجمة اللفظة في مجمع اللغة (العادم).
2 - وضعت الكلمات التي جعلها بالعربية بين مزدوجين.
3- وردت هذه العبارة في ديوان درويش: كزهر اللوز أو أبعد (ص 58)، ويبدو لي أن الشاعر استخدم عبارات كثيرة من هذا الديوان في نصه.
4 - في الأصل: أورشليم
5- يوافق 9 آب ذكرى خراب الهيكل ، وهو تاريخ وفاة الشاعر.